حبيب الإسلام
عضو جديد
عدد الرسائل : 2 تاريخ التسجيل : 23/06/2009 رقم العضوية : 82 العمر : 32 الدولة : فلسطين المدينة/الإقليم : غزة علم دولتي : العمل/المهنة : طالب المزاج : المهنة : الهواية : نقاط النشاط : 5643 مستوى نشاط : نقاط التميز : 1 : :
| موضوع: قصة جهاد جابر السبت يونيو 27 2009, 11:14 | |
| واشتري النبي جمل جابر أثناء عودة النبي – صلي الله عليه وسلم – من احدي الغزوات ، وكان من عادته صلي الله عليه وسلم أن يكون خلف الجيش كما كانت عادته أن يكون في الصفوف الأولي عند المعارك ... وجد النبي الكريم رجلاً من أصحابه تخلف عن الركب كان بعيره هزيلاً ضعيفاً ... فيسبقه إخوانه ... كل منهم كان يركب جملاً قوياً سريعاً .. اقترب النبي من الرجل فإذا هو الشاب ( جابر ابن عبد الله بن حرام الأنصاري ) وعمره إذ ذاك قريباً من20 سنة . مالك يا جابر ؟ سأله رسول الله صلي الله عليه وسلم .. قال : أبطأني جملي .. فقال له رسول الله : أنخه ( أي اجعله يبرك علي الأرض ) . أناخ جابر بعيره ونزل النبي – صلي الله عليه وسلم – عن ناقته القصواء وأخذ عصاً كانت مع جابر ونخس بها الجمل بضع نخسات ... ثم قال : اركب يا جابر . تغير حال الجمل وانطلق بصاحبه يسابق بقية الإبل ثم دار هذا الحديث الذي يفيض رقة وعذوبة بين رسول الله – صلي الله عليه وسلم – وجابر أتبيعني جملك يا جابر ؟ قال جابر : لا يا رسول الله بل أهبه لك .. كأنه يقول : شرف لي أن تأخذه بلا ثمن قال رسول الله : ولكن بعنيه أي بعه لي فقال جابر: بكم تشتريه يا رسول الله ؟ بدأ النبي يساومه لا ليعطيه سعراً أقل ولكن لحكمة جميلة .. فما هو أول ثمن عرضه رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ : أخذته بدرهم يا جابر !! قال جابر : إذن تغبني يا رسول الله : أي تغلبني وتظلمني وتنقصني من ثمنه قال رسول الله : فبدرهمين والله يغفر لك قال جابر لا .. ظل رسول الله يرفع الثمن درهماً درهماً وكلما زاد يقول له أخذته بكذا والله يغفر لك وكأنه – صلي الله عليه وسلم – أراد بهذه المساومة أن يكثر من استغفاره له حتى قال : أخذته بأوقية قال جابر : أرضيت يا رسول الله ؟ فقال النبي : نعم فقال جابر : فهو لك قال النبي : قد أخذته . أراد النبي أن يطمئن علي أحوال جابر فهو حبيب إلي قلبه ولم يزل طيف والده عبد الله بن عمرو بن حرام . لما أراد النبي الخروج لغزوة أحد كان عبد الله بن عمرو لديه 9 بنات وولد وحيد هو جابر الذي أراد أن يخرج مجاهداً مع والده ولكن أباه قال له : يا بني لا ينبغي لي ولا لك أن نترك إخوانك من غير رجل معهن وأنت شاب ودع لي الخروج لعل الله يرزقني الشهادة فأقام جابر مع أخواته... واستشهد عبد الله بن عمرو بن حرام وكان أمراً عجباً. قال النبي : إن الملائكة كانت تظله بأجنحتها بعد أن سقط في ساحة الجهاد. وعندما إلتقي النبي بجابر قال له : ألا أبشرك يا جابر ؟ قال : بلي يا نبي الله قال : إن أباك حيث أُصيب في ( أحد ) أحياه الله ثم قال له : ما تحب يا عبد الله بن حرام أن أفعل لك ؟ قال : أحب أن تردني إلي الدنيا فأقاتل في سبيلك حتى أقتل ثانية وذلك مما رأي من فضل الشهادة فقال له الله : لقد سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون قال : يا رب فأخبر من ورائي وأنزل الله عز و جل : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله .. ) وعندما عاد النبي إلي المدينة جاءت الأخبار أن قريشاً تريد أن تستغل الهزيمة التي وقعت للمسلمين لكي تهجم علي المدينة وتقضي علي المسلمين ... أمر النبي المسلمين بالخروج من جديد بجراحاتهم و ألامهم ولكنه وضع شرطاً فقال : لا يخرج معنا اليوم إلا من شهد معنا القتال بالأمس . ماذا يفعل جابر المشتاق للجهاد ولا ينطبق عليه الشرط ؟؟ أسرع جابر إلي النبي وقال له : يا رسول الله لم أتخلف عنك ولم أتقاعس عن الجهاد ولكني أطعت أبي وأقمت مع أخواتي البنات والآن أريد أن أخرج معك فأذن له وشهد جابر موقعة ( حمراء الأسد ) مع النبي صلي الله عليه وسلم. نستكمل الآن الحديث الذي دار بين النبي وجابر بعد شراء الجمل قال له النبي : هل تزوجت يا جابر ؟ قال : نعم يا رسول الله سأله رسول الله : بكراً أم ثيباً ؟ أي هل تزوجت امرأة بكراً أم امرأة سبق لها الزواج ؟ قال : بل ثيباً يا رسول الله ... اندهش النبي وقال : هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ؟؟ بمعني أنه كان من الأولي لك وهذه هي تجربة الزواج الأولي وأنت شاب في العشرينات من عمرك أن تتزوج امرأة بكراً . قال جابر : يا رسول الله إن أبي عبد الله بن عمرو بن حرام استشهد في أحد وترك بنات تسعاً فأردت أن أتزوج امرأة جامعة تقوم عليهن .. أي امرأة تكبرهن في السن ولها خبرة تستطيع بها أن تقوم علي رعايتهن فقال له النبي : أصبت إن شاء الله ليت شبابنا اليوم يتعلم من جابر ... يحاول أن يتزوج مبكراً وعندما يفكر في الزواج يكون واقعياً حسب ظروفه وإمكاناته وواقعه ولا يحلق بأجنحة الخيال فيطلب من المال والجمال والحسب والدين أعلي المستويات وهو في بدايات حياته وإمكاناته لا تفي له بذلك فيتأخر في الزواج ويقع في الحرج . استمر الحديث بين جابر بن عبد الله ورسول الله فقال له النبي مداعباً : إننا إذا قدمنا المدينة أقمنا بعض الوقت فتعلم زوجك بقدومك فترش لك الماء وتفرش الفرش فقال : ليس عندنا يا رسول الله ... قال : أما إنه إن شاء الله سيكون . ولكن ماذا فعل جابر في الجمل الذي باعه لرسول الله ؟ في صباح اليوم التالي أخذ جابر الجمل وسار به حتى أناخه علي باب المسجد ثم دخل المسجد فلما خرج رسول الله رأي الجمل فقال : ما هذا ؟ قالوا : يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر فقال النبي : فأين جابر؟ أقبل جابر فقال له رسول الله : خذ برأس جملك فهو لك ... ثم نادي بلال وأمره أن يذهب مع جابر وأن يعطيه أوقية وأن يزيده عليها فبارك الله له في هذا المال . عاش جابر عمراً طويلاً وشهد مع النبي الغزوات وكان له حلقة في المسجد النبوي يلقي فيها دروس العلم حتى بلغ الرابعة والتسعين من عمره ورحل عن الدنيا سنة ثمان وسبعين هجرية . | |
|
رشيد محمد
المدير العام
عدد الرسائل : 922 تاريخ التسجيل : 16/06/2008 رقم العضوية : 1 العمر : 34 الدولة : المغرب المدينة/الإقليم : طاطا علم دولتي : العمل/المهنة : طالب المزاج : المهنة : الهواية : نقاط النشاط : 6948 مستوى نشاط : نقاط التميز : 12 اوسمة : : :
| موضوع: رد: قصة جهاد جابر السبت يونيو 27 2009, 16:26 | |
| بارك الله فيك أخي على القصة الرائعة بارك الله فيك | |
|